ويصم من قام على عاتقه الاسلام بما يخجل منه جبين الانسانية؟! أبو بكر هذا الذي صاحب رسول الله ويعرف عليا ويعرف أن مبغضه منافق ومحبه مؤمن بل يعرف أن عدو علي كافر أكان يؤمن بالله ورسوله ثم يسدد كلامه ذلك إلى علي وعترته ويلح في العداء حتى يموت. أنشدكم بالله لولا أبو بكر وعمر أكانت الويلات على آل رسول الله؟ وهل قام بنوا أمية بمظالمهم؟ وهل تفرق الاسلام شذر مذر؟ وهل خلقت المذاهب في جسم الأمة؟ أنشدكم بالله لو أنهم ساندوا عليا كما أراد الله ورسوله، وكما بايعوه يوم غدير خم، كيف سار بالاسلام والمسلمين؟
الم تكن راياته اليوم تخفق على العالم أجمع؟ الم يسد الاسلام كدين واحد وعمت المساواة طبقات البشر؟ اننا لم نكن ذلك الزمان وقد مضى عليه الف وأربعمائة سنة ولكن لنعد إلى صدر الاسلام ونرى اعمالهم هو وولاته ونقيسها مع أوامر الله ورسوله فالناس على دين ملوكهم وهذه نتيجة طبيعية وامامنا النتائج الحاصلة فلندرسها ونغير ونتبع من جديد ما أمر به الله ورسوله، ونتبع احكام الله وسنن رسوله، ونميز الخبيث من الطيب فنتبع الطيب ونرمي بالخبيث عرض الحائط، ولا تغلب علينا الوقائع المزيفة ان نترك الحق ونتبع الباطل ونتبع قول الله (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب).
وعندنا الميزان العقلي والإرادة، ونحن أحرار في أفكارنا وأعمالنا واختيارنا فلنتبع الأحسن ونترك الخبيث، نعرفه من اتباعه حدود الله وأعماله ونتائجها ولنترك ما اعتدنا عليه من تلك التي شبنا عليها دون رعاية منطقية، واعتدنا عليه دون بصيرة كمن اعتاد على مواد وأخلاق أردته في الهوة، ويعز عليه تركها، فيخلق لنفسه معاذير ما أنزل الله بها من سلطان، اذن ما الفرق بين ذي اللب ذي الإرادة والبصيرة وغيره؟ وأين الحكمة وطريق الرشاد؟ وقد هدانا الله بالعقل والسداد. فعلينا تعديل المعوج والصبر والثبات حتى ندرك الحقيقة والواقع والحق