مشابهات في جسم المجتمع البشرى، فإذا وفقنا في ارجاع الشئ إلى اصله أو اخراج الشئ الغريب منه كان من الضروري اصلاح الاختلالات الحاصلة على اثر الصدمة الواردة.
وهناك أمر بالغ الأهمية وهو تشخيص الداء أو الدواء وتشخيص العواقب والآثار التي شملته على مرور الأيام والسنين، ومهم جدا نوع العلاج في كل منها بعد التشخيص، وهو عينه في المجتمع البشري وكلما طال الأمد صعب العلاج للآثار السيئة التي خلفتها المدة والانحرافات التي خلفتها.
ربما اعتاد البشر خلال المدد الماضية على عقارات مخدرة كالمورفين لرفع ألمه وهذه نفسها تخلق فيه عاهات كأداء حتى بعد زوال أو اصلاح الداء الأصلي كإعادة العضو المنفسخ إلى محله وزوال الالم، بيد انه بعد ذاك يضل معتادا على تناول المورفين المخدر وهذا ربما كان لا يقل شدة بل وأشد عند الترك من نفس الصدمة الأصلية وتلك نفسها في المجتمع البشري.
ان البشر في مجتمعه لم يتوصل لدرجة صغيرة من الكمال المخلوق في انسان، لا ولا حتى في أدنى الحيوانات والحشرات وبحاجة للبحث المستمر والجد للسلوك الطبيعي وللاستفادة من مكنوناته ومدخراته وكنوزه الثمينة التي يحملها كل انسان لتطبيقها تطبيقا حسنا. ومنها نشر الحقائق واتباع الحقائق والجد للوصول إلى الحقيقة حتى إذا شعر المجتمع بالألم جد في اصلاحه ووضع الدواء الطبيعي له، وان يعلم ان سروره الحقيقي وشقاءه الواقعي انما يتوقف على سعادة وشقاء مجموعه، كما في البدن الانساني، وأن يكون كالبدن الانساني ليس فيه كذب ولا رياء ولا خداع بل كلها حقيقة وكلها سرعة فائقة وأسرع من لمح البصر، هذا فيما يخص العلم بوقوع الحادث وفيما يخص علاجه. فأنت إذا قربت أدنى حرارة أو آلة واخزة إلى أدنى حيوان انتقل حالا وأحس بالشئ ووصلت الانباء