من فئة لها مميزاتها وخواصها وأعمالها ومراكزها الثابتة، وكل منها يقوم بخدمة المجموع، والمجموع لخدمة الافراد تشدها رابطة مشتركة وصلة وثيقة وسير فطري طبيعي يدور في عالمها الجسمي ذات قوى بدنية ومعنوية يشد بعضها بعضا لا ينقصها في حياتها شئ، فهي كاملة بديعة الاتقان بمنظماتها وصلاتها وأعمالها ودفاعها وهجومها، وتدابيرها الوقائية وسعيها الدائب في إدامة الحياة الفردية والحياة الجماعية، والحجيرات في البدن الانساني تشابه الافراد في المجتمع البشري، وكما ان كل حجيرة لها أهميتها بالنسبة للجهاز الذي تعمل به فكذلك المرء له أهميته بالنسبة للمكانة التي يعمل بها. فحجيرة المخ والمخيخ، وحجيرة القلب والكبد والكلية تختلف أهمية عن بعضها، كما تقل عنها أهمية حجيرات أعضاء الحركة في الأطراف، وهكذا حجيرات أجهزة البصر والسمع والذوق، تقابلها حجيرات أقل أهمية، تلك التي في حجيرات البشرة والأنسجة الواقية في الجانب الوحشي من البدن الانمائي، ورب مجموعة من حجيرات المخ أو المخيخ أو عضلة القلب والتنفس تبلغ من الأهمية بمكان تتوقف عليها إدامة الحياة في حين لا يمكن ذلك في الأطراف والزوائد، ومثل هذا نجده في المجتمع البشري بالنسبة لمكانتهم وقد أحاطت الطبيعة كل عضو وما يحتويه من الحجيرات المهمة على قدر أهميتها بمناعة وحصون واقية لمكانتها ومركزها المهم في المجتمع القائم بها، لذا ترى كيف صانت الطبيعة المخ بطبقات الشحوم والأغشية والعظم ومثله المخيخ ويليه القلب والغدد الصماء حتى بامكاننا ان نقدر أهمية كل عضو وما يحويه من حجيرات بدرجة الاهتمام والحفاوة والصيانة والوقاية التي أحاطت به الطبيعة هذا القسم، وتركت له الفرص الكاملة للقيام بأعماله بعيدا عن المخاطر والمزعجات. كما ترى في النسوج الواقعة في الجانب الوحشي للبدن أخص منها العضلات فالبشرة بما تشمل من حجيرات أقل أهمية من الأولى، وفي تلك عبرة ضرورية رعايتها منا في المتشابهات من المجتمع الإنساني. ثم تخصص كل
(٢٨٩)