بعض الموارد. فأي نقص في عضو ولو تناهى في الصغر، وأي اختلال فيه يترك اهتماما وكدرا في كافة حجيرات وأعضاء الجسم لا تنفك حتى ترميمه وإعادة اصلاحه. وإذا أردنا اصلاح عضو ما في البدن فإنما نريد ان نعيد القرار والسعادة إلى جميع البدن المضطرب مما يجده في عضوه ويشاركه في آلامه، وهكذا نظرتنا للجماعة البشرية المشتركة بالحس والشعور.
ان البدن كله بما فيه على أهبة واستعداد وعلم بأدنى ألم وسرور يصيب أي جزء منه حتى القسم المعنوي، وعندئذ يثور لاصلاحه، وهذا الشعور حقيقة واقعية يلزم تطبيقها في المجتمع البشري.
وقد يصيب البدن داء أو عاهة أو شئ يفقده جانبا منه فتراه في حالة متهيجة لإعادته فإن كان نقصا لا بد لإكمال سعادته إعادة النقص إليه أو كان دخل فيه شئ فلا بد من إزالة الشئ منه حتى يعود لاعتداله، وقد يوجد كلاهما: أي دخول شئ محل نسيج، أو ازاحته من محله، لذا ترى البدن يدوم اضطرابه حتى إعادة الشئ إلى محله ومثله الفسخ والرض الحاصل في المفصل، لذا تراه متورما متألما لا يقر له قرار وترى الجسم كله في اضطراب والم حتى إعادته لمحله. ولا ننسى ما يصيب ذلك من ضعف واعياء وانهاك لجميع البدن. وهذه عينها تحدث للمجتمع البشري في الحوادث المشابهة، وقد تطول هذه العلة على المرء حتى تراه وتشاهده وهو بائس منهك وليس فيه سوى إعادة الشئ لمحله أو إزالة الجسم الغريب عنه أو كلاهما ولكن لاضطراب شعب من اقصاه إلى أدناه وضع رجل في غير مركزه أو ادخال رجل في مركز غير مركزه وكلما كان هذا المركز مهما كانت الصدمة أعظم وأقسى.
وقد يسبب ذلك النقص أو الزيادة في الجسم عيوبا في جهات أخرى من البدن على مرور الزمان تحتاج إلى الاصلاح حتى إذا اصلح العيب الأول وله