إلى مراكز الحس حقيقة صادقة عن الحرارة والوخزة، أو البرودة وعاد الانعكاس (رد الفعل) حالا للم الطرف ثم الشروع حالا بترميم ما خرب، هكذا يجب في المجتمع. هذه مقارنة تعرفنا حكمة الطبيعة واتقانها ومدى جهلنا، وأي جهل أعظم من أن نطلب السعادة عن طريق الشقاء.
وتمتاز الحجيرة عن بعضها بالنسبة للمركز الذي تشغله للمجتمع ولأهمية الوظيفة التي تؤديها، ويحافظ عليها وتصان بتلك النسبة. فحجيرات المخ تحاط - لأهمية وظيفتها - بقشرة شحمية وتليها أغشية وعظام وتختلف من حيث غذاؤها ومدة حياتها بالنسبة لحجيرات البشرة من حيث تلك الجهات وبقدر ما تسديه للجسم من خدمة يكون مقامها وشأنها وغذاؤها والمحافظة عليها أجل ومدة حياتها أطول ويقدم لها غذاء على قدر مجهودها.
هكذا تجد لمن يجب ان يناط به المركز الأعلى لقيادة الأمة، وكيف يجب ان يحافظ على مركزه بنظر أفلاطون: اعلم الأمة، والذي تتمركز فيه أصالة السلامة، ومن تكون تربيته أرفع، ومن يكون قد مارس الإدارة واعتمدت عليه النخبة العالمية من الأمة لا الرعاع.
وهل تجد غير علي (عليه السلام) فهو - رغم صغره - الأسبق للايمان والأتقى والأعلم والأشجع والأحلم والأعدل، والأحب لله ولرسوله، والأقرب لرسول الله و... الخ.
وإذا أعدنا لحكومة الطبيعة في الجسم الانساني. وهي حقيقة ناصعة كوننا متى فقدنا عضوا فعلينا وضع عضو يحاكيه في محله ومن جنسه ويحمل نفسه صفاته، فمن هو أقرب من علي ليشغل محل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وقد أثبتت آية المباهلة انه نفس محمد، وآية الولاية له نفس صفة محمد، ومثلها الأحاديث. وقد صدق الجميع انه باب علم رسول الله، وأعلم وأتقى الأمة، وقد أوصى به رسول الله في