ألد أعدائهم من أهل الكتاب ومن المشركين، وكم كان لهؤلاء الدور الخطير على حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعظم منه بعد وفاته حيث خالفوا أوامر الله ورسوله فيما نزل في كتابه وما أعلنه على رؤوس الاشهاد مثل تعيين وصيه وخليفته من بعده عليا وآله من ذرية رسول الله فغصبوهم حقهم وطاردوهم في حياتهم، وأوصوا لألد أعداء الاسلام بالخلافة من بعدهم، نصا وتلميحا، ومزقوا بذلك الاسلام تمزيقا، وأضعفوه جيلا بعد جيل كما فعل أصحاب موسى مع هارون حين غيبته بيد أن ذلك كان أشد في الاسلام، إذ أن موسى عاد وأصلح ما أفسدوه، ولم يعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بل كان الواجب على وصيه المنصوب من الله وذريته الثقل الثاني المعادل للقرآن في حفظ كيان الاسلام ورعايته، وان غصب حقهم وأخذ على أمرهم، فكان لا بد من الصبر وبذل الجهود قدر المستطاع لحفظ بيضة الاسلام، واصلاح ما فسد، وعلى أقل تقدير حفظ الأصول وابعاد البدع، مرة بجهودهم ومرة بدمائهم، فكم تحمل الإمام علي بعد رسول الله وما أصاب زوجته الطاهرة الزهراء وهم وشيعتهم يعانون ما يعانون لا من غصب حقهم وحسب بل وهم يشاهدون السفينة بيد غير ربانها فعليهم هدايته، فكم عدلوا ما اعوج من الاعمال، وأصلحوا من الفتاوى والاجتهاد الخاطئ على هذه الأمة، وكم نصحوا في نصح أعدائهم الغاصبين في إدارة دفة الحكم وإدارة دفة الحروب ثانية مراقبين الأمور من كثب، حتى قتل علي المرتضى بضربة أشقى الأشقياء، وإذا به يقول:
" فزت ورب الكعبة " فانظر إلى حياته التي كان يقاسيها وهو خليفة، فيشعر بالفوز بالموت.
واما أبناؤه الأئمة فلم يكن جهادهم أقل منه، كيف انتهت بموت الحسن مسموما وقتل الحسين وأولاده وأخوته وصحبه شهداء وسبي نسائه وقاية لدين جدهم، وهكذا كان شأن أولادهم بين قتيل ومسموم ولم يألوا جهدا لحفظ الاسلام ونشر شريعته الحقة لذا إذا قايست ما أدلوه من الروايات وما أفتوه واجتهدوا به