والعصبية ومن سلك مسلكهم يفعلون ما يشيد حكمهم ويذللون رقاب الناس لهم، والسياسة باعتبارها صفة من بلوغ الغايات الدنيوية، فهي تحاول في الوقت نفسه بسط نفوذها في الحاضر وتوطيد ملكها في المستقبل، ولكن هيهات أن يدوم الظلم، وان دام دمر، وكما قيل: وما ظالم الا سيبلى بأظلم. وهاك مثلا جليا ما عمله معاوية بن أبي سفيان هذا الذي فتك بصحابة رسول الله وذرية النبي الأكرم، ابتدع سب أول رجل في الاسلام، هو وصي رسول الله وأخو رسوله من قد فرض الله ولايته على المؤمنين، يحتم سبه بعد كل صلاة وكل عيد وبعدها قتل من ذكره بخير وقتل من أطرى آل رسول الله وما ورد فيهم من كرامات، وتحريف الروايات الواردة في مدحهم وولايتهم وإطاعتهم إلى ذمهم قدر ما استطاع واختلاق الكرامات وكيل المدح لمعاديهم ممن كان تحت مراقبة رسول الله، وممن أقصاه وطرده، وممن لعنه. واستئجار واستخدام وشراء ضمائر جماعة ممن حضر عهد رسول الله بضعة أيام أمثال أبي هريرة لخلق عشرات آلاف الروايات في مدح أعوانهم (1) وقدح أندادهم وتلا معاوية وآله مروان وآله، فما أغنى عنهم ملكهم،
(٢٨)