" يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم ".
فقد تأسر أنسانا بالمال والقوة وتخضعه لنفوذك وتلزمه اتباع أوامرك، أو تحبسه وتسجنه، فتحرمه طعم الحرية البدنية، وقد تأسره رأيا وعقيدة فتجعله أسيرا خاضعا لا يحيد عن اتباعهما وما أكثر هؤلاء بل قل كل البشر أسراء ذلك الا من وهبه الله الإرادة والعقل السليم والبصيرة للحقائق والمدركة للواقعيات. ومن الاسراء من استحوذت عليهم الخرافات والأديان والمذاهب التي وضعها البشر وما أكثرها في آسيا وأخص منها في الهند وإفريقيا وأوروبا وأميركا وغيرها، ومثلها المعتقدات السياسية التي اتخذها البعض مطية لبلوغ أهدافهم وما هي عليه اليوم في زماننا من عقائد شيوعية وديمقراطية وفاشية درجوا خواصها وساروا عليها اسما وحادوا عن حقائقها كما تشاهد ذلك في ما تعمله الدول الديمقراطية باسم الديمقراطية في الشرق والغرب من التعديات وتكالب الشيوعية فيما بينها وتفرق اتباعها فيما بينهم، وما فتكت الفاشية وعملته من مجازر ومذابح، وهناك العقائد الأخلاقية والفلسفية والمناقضة لها وما فتكت بأرقى أفراد البشر مثل سقراط وتلاميذه، وما استعبدته البابوية بالعلم والدين والعقيدة، و و و... الخ.
وهناك الحريات المسلوبة من جراء انتشار العادات المستهجنة كاستعمال بعض المواد المخدرة والمشروبات الكحولية واستهواء بعض الاعمال مثل القمار وحضور محلات اللهو والفجور، بحيث تصبح عادة فتنهك الجسم وتسلبه كل قرار وراحة، وتعود اضرارها على الفرد والمجتمع.
ولا يجوز لنا القول باضرار جميع المعتقدات من دينية وغير دينية. كلا فهناك من بعث بدين قاصدا انقاذ البشرية من الأسر والبؤس والجهل والأخذ بيده إلى الحرية والسعادة، ونور العلم، ولعمري أي مثل أرقى من الدعوة الاسلامية