لقد برهن أبو بكر انه رجل سياسة لا رجل دين بكلما تقتضيه وانه بغية وصوله لأهدافه لا يمتنع عن اتيان كل شئ. وبعدها كيف يصبغها بالصبغة الدينية، ولو خالفت الكتاب والسنة وطالما بيده السلطة العليا الدينية والدنيوية فمن يجرؤ ان ينبس ببنت شفة ويعرض نفسه لا شد العقوبات الدنيوية والمخازي التي تسند له باسم الدين ومقاومة خليفة رسول الله مهما كان له من القدرة والجاه؟! وبعد فهو يعرف كيف يضرب ضربته القاصمة على من يناوئه باسم الدين وباسم الاسلام وهو في الوقت الذي يقوى ويشيد بأنصاره وأعوانه ويجمع حوله الأعوان بالتهديد والتطميع كما سترى، تراه كيف يفتك الفتك الذريع بمن يخشاهم، ومن تحدثهم أنفسهم بابراز الحقيقة والواقع والاعتراف مهما كان وأنى كان وأيا كان، فهو يرسل لجلب وارغام أخي رسول الله ووصيه ووزيره علي بن أبي طالب واحراق بيته بمن فيه من أهل بيت الرسالة ممن نزلت فيهم الآيات وأيدت طهارتهم وتزكيتهم من آية المباهلة وآية التطهير وآية الولاية و و و... الخ ما يزيد على ثلاثمائة آية، ومن أوصى بهم رسول الله وقال فيهم: " اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي "، وقوله: " فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله "، وقوله: " رضاء فاطمة رضاي وغضبها غضبي ". وجميع الصحابة على الأخص أبو بكر وعمر يعلمون ذلك علم اليقين، وقد مر أن أبا بكر وعمر بعد أن فعلا ما فعلا ذهبا ليسترضياها ووسطا عليا فأذنت لهما فسلما فلم
(٢٢٦)