الله: لقد برز الايمان كله إلى الشرك كله، وبعد تبادل بعض الكلمات بين عمرو وعلي وإذا بعلي يهوي عليه بضربة تلقيه صريعا مضرجا بدمائه، ومع ذلك فقد جلس على صدره وطلب منه الاسلام كي لا يقتله، فوجده مصرا على شركه فقتله.
فقال رسول الله: لقد كانت ضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين. لقد صدق رسول الله في الأول والآخر حينما قال أولها: برز الايمان كله إلى الشرك كله. كانت كلمة جمعت فيها كل الحقائق إذ بقتل عمرو بن عبد ود العامري، وبقتله وحده، تضعضعت كل قوى الشرك. وضعفت ولم تمض سوى مدة وجيزة حتى ويطوون راجعين من حيث أتوا، وقد تركوا العار والخزي وقتل أعظم شجعانهم بيد المسلمين. فمن كان يقتل عمرا لو لم يقتله علي؟! وما كان مصير المسلمين فيها بعد ذلك وهم واجمون امام أحد فرسان المشركين؟! وإذا فتك رجل واحد بالمسلمين ماذا كانت عاقبة الاسلام وماذا كان للمشركين من النصر؟ لقد كان النصر للمسلمين بضربة أخي رسول الله ووصيه ومولى المؤمنين ذلك هو علي بن أبي طالب، وحقا كانت ضربته تعدل عبادة الثقلين وهل هناك مقتول يساوي عمرا وقاتل يساوي عليا ألم يستحق ان يكون جزاؤه عبادة الثقلين ومن ينكر عليه ذلك الجزاء العظيم. وتعال معي لنراه في الوقائع الأخرى. فأخبرني أين كان ذلك اليوم أبو بكر وصاحبه عمر؟ بالله عليك أيها السامع الكريم أنصف.
4 - فتح خيبر تلك الواقعة المشهورة التي لا يمكن ابدا نسيانها ونسيان اعلامها ومعالمها وآثارها التي فتح الله بها للإسلام الفتح العظيم على اليهود في قتل أعظم شجعانها مثل مرحب واخوته، وفتح أكبر حصونهم بعد قلع باب الحصن الكبير. وقد أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الراية في اليوم الأول إلى أبي بكر. نعم إلى أبي بكر وطلب منه فتح خيبر فعاد آخرها مندحرا مغلوبا فارا ظاهر العجز. وفي اليوم الثاني أعطى الراية إلى عمر فلم تكن نتيجته بأحسن من صاحبه ففر وعاد مندحرا مكسورا وكاد المسلمون أن يستولي عليهم اليأس إذ كان علي آنذاك أرمد فقال