المؤمنين؟ قال: قوله عز وجل حين حكى عن موسى قوله: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا) (1).
" فأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسى: وزيري من أهلي وأخي شد الله به أزري وأشركه في أمري كي نسبح الله كثيرا ونذكره كثيرا " فهل يقدر أحد أن يدخل في هذا شيئا غير هذا ولم يكن ليبطل قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن يكون لا معنى له؟ قال: فطال المجلس وارتفع النهار فقال يحيى بن أكثم القاضي: يا أمير المؤمنين! قد أوضحت الحق لمن أراد الله به الخير - وأثبت ما لا يقدر أحد ان يدفعه. قال إسحاق: فاقبل علينا وقال: ما تقولون؟ فقلنا: كلنا نقول بقول أمير المؤمنين أعزه الله، فقال: والله لولا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: اقبلوا القول من الناس، ما كنت لأقبل منكم القول - اللهم قد نصحت لهم القول، اللهم إني قد أخرجت القول من عنقي، اللهم إني أدينك بالتقرب إليك بحب علي وولايته). (2) هذا ما كان من المناظرة التي قام بها الخليفة العباسي ذلك الخليفة الذي ازدهرت في عصره العلوم وشجعها، وقرب العلماء، وعرف بحبه للعم وفكرته الوقادة، وقامت في عهده المناظرات والمباحثات والمجالس العلمية والأدبية. ثم نعود نكرر في الجهاد وما أبلاه كل من الخلفاء ونقارن بينها باعتبار الجهاد أعظم ركن من ابراز الايمان والمؤمن وتضحيته في إشادة صرح الاسلام واقامته في الأسس المتينة القويمة بالجود ببذل النفس والنفيس في ذلك وقد رأينا عليا كمظهر أعلى للجهاد وبذل النفس، كيف يقوم بأكبر مخاطرة للمبيت في محل رسول الله وهو يعلم ويرى ويسمع كيف ان رجال قريش الأشداء يحيطون به وان سوفهم خلفا العفة جميعا من أول الليل في أية لحظة يمكن ان تهوي عليه وتقتله باعتباره الرجل الأول