والرسول الأعظم للوحدانية والإسلام. ورغم كل ذلك فهو يتلقى تلك المحنة بصبر وجلد عظيمين صابرا محتسبا غير خائف ولا حزين في وجه الله وانصياعا لامر نبيه وحبيبه وأخيه ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك الذي انتخبه وزيرا ووصيا له في يوم الدار وأوجب اطاعته على جميع من كان حاضرا. فأنظر لهذا الايمان والتقوى والاخلاص الراسخين في قلبه ثم انظر إلى أي فرد في الاسلام منذ بدأ فهل تجد له نظيرا. كلا والله، ثم تصفح حروبه الواحدة تلو الأخرى التي جاهد فيها ولتجدن شجاعته وايمانه واخلاصه في الذب عن الاسلام وعن رسول الله لا يوجد له نظير:
1 - ففي أول مقابلة بين المشركين والمسلمين تلك الواقعة العظيمة التي بدأت بأول بناء لهذا الصرح كيف أبلى فيها علي البلاء الحسن بين جميع المجاهدين كما ذكر أعلاه فكان له القدح الأعلى فله من جميع القتلى الذين هم نيف وستون، لوحده نيف وعشرون مقتول من اشجع من قدم للقتال في اللحظة التي كان فيها أبو بكر وعمر في العريش.
2 - ثم تعال معي في حرب أحد وانظر كيف وحده ذب عن رسول الله عندما اندحر المسلمون، ولولاه لقتل رسول الله حتى ولى المشركون وانتهت الحرب فكانت في علي نحو تسعين جراحة. فأين كان أبو بكر وعمر وغيرهما؟
نعم كانوا قد تركوا رسول الله وهربوا فارين.
3 - أما حرب الخندق التي آلى فيها المشركون القضاء المبرم على الاسلام ونبيه وفيهم عشرة آلاف مقاتل بينهم من اشجع أبطالهم مثل عمرو بن عبد ود العامري الذي كان وحده يعد بألف فارس وكان لوحده بامكانه القضاء على المسلمين لولا علي بن أبي طالب، وتراه كيف يحمل لوحده على الخندق ويعبره ويقف امام المسلمين ويهتف لمن يبارزه فلا تجد سوى علي بن أبي طالب وهو يقوم ويقعده النبي ثلاثا حتى إذا وجد المسلمين جميعهم واجمين ولم يحضر أحد للقيام والدفاع حتى من خلقوا له المعجزات بعد وفاة رسول الله. نعم في المرة الثالثة يقوم علي وهو راجل ويقف امام ذلك الفارس الصنديد بعد أن قال رسول