أتخشون أن أموت على فراشي؟ أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم أنه تقتلني الفئة الباغية، وأن آخر أدمى من الدنيا مذقة من لبن.
ومن حديث أبي نعيم (1) ومحمد بن كثير قالا: حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت، عن البحتري أن عمار بن ياسر أتي بشربة من لبن فضحك، فقيل له ما يضحك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آخر شراب أشربه حتى أموت.
وخرجه الحاكم (2) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وللبيهقي (3) من حديث يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البحتري قال: لما كان يوم صفين، واشتد الحرب قال عمار: ائتوني بشراب أشربه، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آخر شراب تشربه من الدنيا شربة لبن، ثم تقدم فقتل.
وخرج الحاكم (4) من طريق محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه، عن لؤلؤة مولاة أم الحكم ابنة عمار بن ياسر قالت: لما كان اليوم الذي قتل فيه عمار والراية يحملها أبو هاشم بن عتبة، وقد قتل أصحاب علي رضي الله تبارك وتعالى عنه ذلك اليوم حتى كان العصر، ثم تقدم عمار بن ياسر ورأى أبا هاشم تقدمه، وقد جنحت الشمس للغروب، ومع عمار ضيح من لبن ينتظر وجوب الشمس أن يفطر فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن، قال:
ثم اقترب فقاتل حين قتل وهو ابن أربع وتسعين سنة.