إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٢ - الصفحة ٨
تبارك وتعالى عنه - قال: قال أبو القاسم: والذي نفس محمد بيده - لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا.
وخرجه في الرقاق (1) من حديث يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا.

(1) (فتح الباري): 11 / 387، كتاب الرقاق، باب (27) قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا لبكيتم كثيرا " حديث رقم (6485)، قال الحافظ: والمراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزع، والموت، وفي القبر، ويوم القيامة،. ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة، والمراد به التخويف، وقد جاء لهذا الحديث سبب أخرجه سنيد في (تفسيره) بسنده، والطبراني عن أبي عمر: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فإذا بقوم يتحدثون ويضحكون، فقال: والذي نفسي بيده " فذكر هذا الحديث، وعن الحسن البصري: " من علم يحكم أن الموت مورده، والقيامة موعده، والوقوف بين يدي الله - تعالى - مشهده، فحق أن يطول في الدنيا حزنه " قال الكرماني: في هذا الحديث من صناعة البديع مقابلة الضحك بالبكاء، والقلة بالكثرة، ومطابقة كل منهما.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست