إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٨ - الصفحة ١٢٠
وقال البخاري: فبكى عمر [رضي الله عنه] وهو في المجلس، وقال:
أو عليك يا رسول الله أغار؟ (1). ورواه مسلم أيضا من حديث صالح، عن ابن شهاب بهذا الإسناد مثله (2).
وخرجه البخاري من حديث الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. ذكره في كتاب بدء الخلق، في باب صفة [الجنة] (3)، وفي مناقب عمر [رضي الله عنه (4)، و] في التعبير، في باب القصر في المنام (5).
وخرجه أيضا في التعبير، من حديث معمر، أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة، فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا؟
قالوا: لرجل من قريش، فما منعني أن أدخله يا ابن الخطاب إلا ما أعلم من

(١) (فتح الباري): ٩ / ٤٠٠، كتاب النكاح، باب (١٠٨) الغيرة، حديث رقم (٥٢٢٧).
(٢) (مسلم بشرح النووي): ١٥ / ١٧٤، كتاب فضائل الصحابة باب (2) من فضائل عمر رضي الله عنه، الحديث الذي يلي الحديث رقم (2395) [بدون رقم].
(3) (فتح الباري): 6 / 391، كتاب بدء الخلق، باب (8) ما جاء في صفة الجنة، وأنه مخلوقة، حديث رقم (3242).
(4) (فتح الباري): 7 / 50، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب (6) مناقب عمر رضي الله عنه، حديث رقم (3680).
(5) (فتح الباري): 12 / 514، كتاب التعبير، باب (31) القصر في المنام، حديث رقم (7023)، وهذه المرأة هي أم سليم، وكانت في قيد الحياة حينئذ، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة إلى جانب قصر عمر، فيكون تعبيره بأنها من أهل الجنة، لقول الجمهور من أهل التعبير: أن من رأى أنه دخل الجنة أنه يدخلها، فكيف إذا كان الرائي لذلك أصدق الخلق.
وأما وضوئها فيعبر بنظافتها حسا ومعنى، وطهارتها جسما وحكما، وأما كونها إلى جانب قصر عمر، ففيه إشارة إلى أنها تدرك خلافته، وكان كذلك.
قوله: (أعليك أغار) فهو من المقلوب لأن القياس أن يقول: أعليها أغار منك. وفي الحديث جواز ذكر الرجل بما علم من خلقه كغيرة عمه.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 126 ... » »»
الفهرست