غزوة بدر الكبرى ثم خرج إلى غزاة بدر، [وهي البطشة التي أعز الله تعالى بها الإسلام، وأهلك رؤوس الكفر] (1).
قال ابن إسحاق: وبلغ [رسول الله صلى الله عليه وسلم] [بدارا - ماء كان ليخلد بن النضر، ويقال لرجل من جهينة - وبين بدر والمدينة ثمانية برد] (2)، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان بن حرب، مقبل من الشام، في عير لقريش عظيمة، فيها أموال لقريش، وتجارة من تجارتهم، وفيها ثلاثون رجلا من قريش، أو أربعون، منهم: مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، و [عمرو] بن العاص بن وائل، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام، ندب إليهم المسلمين، وقال: هذه عير قريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها، لعل الله ينفلكموها، فانتدب الناس، فخف بعضهم، وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا.
وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز، يتحسس (2) الأخبار، ويسأل من لقي من الركبان، تخوفا على أمر الناس، حتى أصاب خبرا من بعض الركبان، أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك، فحذر عند ذلك، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري، فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشا