[غزوة الفتح] ثم كانت غزاة الفتح، خرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان سنة ثمان من الهجرة، ونزل الحجون يوم الجمعة، لعشر بقين منه، وقيل: لثلاث عشرة مضت منه، وكان يأتي المسجد من الحجون لكل صلاة، وقد فتح الله عليه مكة عنوة، وقيل:
صلحا، وقيل: بعضها عنوة، وبعضها صلحا، [واستخلف ابن أم مكتوم] (1).
[خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتائب الإسلام وجنود الرحمن لنقض قريش العهد الذي وقع بالحديبية، فإنه كان قد وقع الشرط: أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده فعل، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فعل. فدخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم، ودخلت خزاعة في عقد رسول الله وعهده] (2).
[ثم خرج عليه السلام فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحدا. قالت:
فدخل عليها أبو بكر فقال: يا بنية، ما هذا الجهاز؟ فقال: والله ما أدري، فقال: والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر، فأين يريد رسول الله؟ قالت: والله لا علم لي] (2).
[وقدم أبو سفيان بن حرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يسأله أن يجدد العهد ويزيد في المدة، فأبى عليه فانصرف إلى مكة، فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم