فصل جامع في معراج النبي صلى الله عليه وسلم قال الله جل جلاله: (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذا يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى) (1).
قوله: (والنجم إذا هوى)، قسم، (هوى)، سقط، (ما ضل)، ما حاد عن الصواب، (صاحبكم)، هو محمد صلى الله عليه وسلم، (وما غوى) ما تعلم بالباطل، (وما ينطق عن الهوى)، أي وما يتقول من هواه وشهوته، (إن هو إلا وحي يوحى) أي ما القرآن إلا وحي من الله يوحى إليه.
(علمه شديد القوى)، أي جبريل، ذو شدة وقوة، (ذو مرة)، أي ذو إحكام للشئ، (فاستوى)، يعني جبريل، وهو يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، أي أيهما استويا بالأفق الأعلى ليلة الإسراء، وقيل: استوى جبريل وهو بالأفق الأعلى، على صورته التي خلقه الله عليها، (ثم دنى فتدلى)، أي تدلى [فدنى]، لأن التدلي سبب الدنو، وقيل: تدلى [للدنو]، ودنا [للتدلي]، وقيل: دنا، أي قرب، فتدلى، زاد في القرب.
والمشار إليه، قيل: هو الله، كما في الصحيح، من حديث أنس [رضي