داود (1)، وخرجه الترمذي أيضا من حديث مالك، وقال: هذا حديث حسن صحيح (2)، وأخرجوه من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أنس رضي الله عنه (3)، وخرجه البخاري من حديث الليث، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أنس، ومن حديث أبي إسحاق [بن] عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أنس رضي الله عنه (4).
(١) (سنن أبي داود): ٣ / ١٤، كتاب الجهاد، باب (١٠) فضل الغزو في البحر، حديث رقم (٢٤٩٠)، (٢٤٩١) مختصرا.
(٢) (سنن الترمذي): ٤ / ١٥٢ - ١٥٣، كتاب فضائل الجهاد، باب (١٥) ما جاء في غزو البحر، حديث رقم (١٦٤٥)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأم حرام بنت ملحان هي أخت أم سليم، وهي خالة أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٣، ٤) (فتح الباري): ٦ / ٢١ - ٢٢، كتاب الجهاد والسير، باب (٨) فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم، حديث رقم (٢٧٩٩) و (٢٨٠٠).
وفي (مسلم بشرح النووي): ١٣ / ٦١ - ٦٢، كتاب الإمارة، باب (٤٩) فضل الغزو في البحر، حديث رقم (١٩١٢).
في هذا الحديث معجزات للنبي صلى الله عليه وسلم: منها إخباره ببقاء أمته بعده، وأنه تكون لهم شوكة وقوة وعدد، وأنهم يغزون، وأنهم يركبون البحر، وأن أم حرام تعيش إلى ذلك الزمان، وأنها تكون معهم، وقد وجد بحمد الله تعالى كل ذلك.
وفيه فضيلة لتلك الجيوش، وأنهم غزاة في سبيل الله تعالى، واختلف العلماء متى جرت هذه الغزوة التي توفيت فيها أم حرام في البحر، قال أهل السير والأخبار: أن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه [كان ذلك في سنة (٢٨ ه) وكان معاوية في هذه الغزوة ومعه زوجته فاختة، فأتى قبرص وفتحها، وتوفيت أم حرام بها ودفنت هناك وقبرها فيها يزار] (شرح النووي على صحيح مسلم) مختصرا.
وفي هذا الحديث جواز ركوب البحر للرجال والنساء، وكذا قاله: الجمهور وكره مالك ركوبه للنساء، لأنه لا يمكنهن غالبا التستر فيه، ولا غض البصر عن المتصرفين فيه، ولا يؤمن انكشاف عوراتهن في تصرفهن، لا سيما فيما صغر من السفيان، مع ضرورتهن إلى قضاء الحاجة بحضرة الرجال، [لكن في هذه الأيام فالسفن مجهزة بكافة حاجات الإنسان المعيشية خلال رحلته في الباخرة مهما طال وقتها، الأمر الذي تنتفي معه هذه الكراهة].
قال القاضي: وروي عن عمر بن الخطابوعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عنهما منع ركوبه، وقيل: إنما منعه العمران للتجارة وطلب الدنيا لا للطاعات.
وقد روي عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلمالنهي عن ركوب البحر، إلا لحاج أو معتمر أو غاز. وضعف أبو داود هذا الحديث وقال: رواته مجهولون. (شرح النووي على صحيح مسلم) مختصرا.
وهذا الحديث [حديث الباب] أخرجه أيضا كل من:
ابن ماجة في (السنن): ٢ / ٩٢٧، كتاب الجهاد، باب (١٠) فضل غزو البحر، حديث رقم (٢٧٧٦).
والنسائي في (السنن): ٦ / ٣٤٧ - ٣٤٩، كتاب الجهاد باب (٤٠) فضل الجهاد في البحر، حديث رقم (٣١٧١)، (٣١٧٢).
والدار قطني في (السنن): ٢ / ١٢٩، باب فضل غزاة البحر، حديث رقم (٢٤٢٦).
والإمام مالك في (الموطأ): ٣٠٩، كتاب الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، حديث رقم (1002) بسياقه أتم.
والإمام أحمد في (المسند): 4 / 124، حديث رقم (13108)، 4 / 165 - 116، حديث رقم (13379) كلاهما مختصر جدا.