جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن: " إن ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين ". وكذا رواه عبد الرحمن بن معمر عن الأعمش به. وقال أبو يعلى: ثنا أبو بكر ثنا زيد بن الحباب، ثنا محمد بن صالح التمار المدني، ثنا محمد بن مسلم بن أبي مريم، عن سعيد بن أبي سعيد المدني قال: كنا مع أبي هريرة إذ جاء الحسن بن علي قد سلم علينا قال: فتبعه [فلحقه] وقال: وعليك السلام يا سيدي، وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إنه سيد " وقال أبو الحسن علي بن المديني: كان تسليم الحسن الامر لمعاوية في الخامس من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، وقال غيره: في ربيع الآخر. ويقال في غرة جمادى الأولى فالله أعلم. قال: وحينئذ دخل معاوية إلى الكوفة فخطب الناس بها بعد البيعة. وذكر ابن جرير أن عمرو بن العاص أشار على معاوية أن يأمر الحسن بن علي أن يخطب الناس ويعلمهم بنزوله عن الامر لمعاوية، فأمر معاوية الحسن فقام في الناس خطيبا فقال في خطبته بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم: أما بعد أيها الناس! فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا، وإن لهذا الامر مدة، والدنيا دول، وإن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: * (وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) * (1)، فلما قالها غضب معاوية وأمره بالجلوس، وعتب على عمرو بن العاص في إشارته بذلك، ولم يزل في نفسه لذلك والله أعلم. فأما الحديث الذي قال أبو عيسى الترمذي في جامعه: حدثنا محمد بن غيلان، ثنا أبو داود الطيالسي ثنا القاسم بن الفضل الحداني، عن يوسف بن سعد قال: قام رجل إلى الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية فقال:
سودت وجوه المؤمنين - أو يا مسود وجوه المؤمنين - فقال: لا تؤنبني رحمك الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأي بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت: * (إنا أعطيناك الكوثر) * [الكوثر: 1] يا محمد - يعني نهرا في الجنة - ونزلت: * (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) * [القدر: 1 - 3] يملكها بعدك بنو أمية يا محمد، قال الفضل (2): فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص (3). ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل وهو ثقة وثقه يحيى القطان وابن مهدي، قال: وشيخه يوسف بن سعد، ويقال يوسف بن ماذن - رجل مجهول - قال: ولا يعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه، فإنه حديث غريب بل منكر جدا، وقد تكلمنا عليه في كتاب التفسير بما فيه كفاية وبينا