بلحم وثريد، أو لبن وخبز، أو خبز بسمن أو بخل وزيت، وكان ينادي عند أطمة كل ليلة لمن أراد القرى. وكان يحسن الكتابة بالعربي، والرمي والسباحة، وكان يمسى من أحسن ذلك كاملا. وقد ذكر أبو عمر بن عبد البر ما ذكره غير واحد من علماء التاريخ أنه تخلف عن بيعة الصديق حتى خرج إلى الشام فمات بقرية من حوران سنة ثلاث عشرة في خلافة الصديق. قاله ابن إسحاق والمدائني وخليفة. قال: وقيل في أول خلافة عمر. وقيل سنة أربع عشرة، وقيل سنة خمس عشرة. وقال الفلاس وابن بكر سنة ست عشرة.
قلت: أما بيعة الصديق فقد روينا في مسند الإمام أحمد أنه سلم للصديق ما قاله من إن الخلفاء من قريش. وأما موته بأرض الشام فمحقق والمشهور أنه بحوران. قال محمد بن عائذ الدمشقي عن عبد الاعلى عن سعيد بن عبد العزيز أنه قال: أول مدينة فتحت من الشام بصرى، وبها توفي سعد بن عبادة. وعند كثير من أهل زماننا أنه دفن بقرية من غوطة دمشق، يقال لها " المنيحة " وبها قبر مشهور به. ولم أر الحافظ ابن عساكر تعرض لذكر هذا القبر في ترجمته بالكلية.
فالله أعلم. قال ابن عبد البر: ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله، وقد اخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول:
قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده * رميناه بسهم فلم يخطئ فؤاده (1) قال ابن جريج: سمعت عطاء (يقول) سمعت أن الجن قالوا في سعد بن عبادة هذين البيتين.
له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وكان رضي الله عنه من أشد الناس غيرة، ما تزوج امرأة إلا بكرا، ولا طلق امرأة فتجاسر أحد أن يخطبها بعده. وقد روي أنه لما خرج من المدينة قسم ماله بين بنيه، فلما توفي ولد له ولد فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس بن سعد فأمراه أن يدخل هذا معهم، فقال إني لا أغير ما صنع سعد ولكن نصيبي لهذا الولد * سلمة بن هشام بن المغيرة، أخو أبي جهل بن هشام، أسلم سلمة قديما وهاجر إلى الحبشة فلما رجع منها حبسه أخوه وأجاعه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت ولجماعة معه من المستضعفين. ثم انسل فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد الخندق، وكان معه بها، وقد شهد أجنادين وقتل بها رضي الله عنه * ضرار بن الأزور الأسدي، كان من الفرسان المشهورين، والابطال المذكورين، له مواقف مشهودة، وأحوال محمودة. ذكر عروة وموسى بن عقبة أنه قتل بأجنادين. له حديث في استحباب إبقاء شئ من اللبن في الضرع عند الحلب * طليب بن عمير بن وهب بن كثير بن هند بن قصي القرشي العبدي، أمه أروى بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم. أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدرا. قاله ابن إسحاق والواقدي والزبير