(فأصبح جاري من جذيمة نائما * ولا يمنع الجيران غير المشمر) وقال لعبيد الله:
(يغسل الماء ما صنعت وقولي * راسخ منك في العظام البوالي) ثم سيره عبيد الله إلى أخيه عباد بسجستان فكلمت اليمانية بالشام معاوية فيه فأرسل إلى عباد فأخذه من عنده فقدم علي معاوية وقال في طريقه:
(عدس ما لعباد عليك إمارة * أمنت وهذا تحملين طليق) (لعمري لقد نجاك من هوة الردي * إمام وحبل للإمام وثيق) (سأشكر ما أوليت من حسن نعمة * ومثلي بشكر المنعمين حقيق) فلما دخل علي معاوية بكي وقال ركب مني ما لم يرتكب من مسلم مثله علي غير حدث قال أولست القائل:
ألا أبلغ معاوية بن حرب القصيدة؟ فقال: لا والله الذي عظم حق أمير المؤمنين ما قلت هذا وإنما قاله عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان واتخذني ذريعة إلى هجاء زياد قال ألست القائل:
(فأشهد أن أمك لم تباشر * أبا سفيان في واضعة القناع)