فقال حجر: ما خلعت طاعة ولا فارقت جماعة وإني علي بيعتي فأمر به إلى السجن فلما ولي قال زياد: والله لأحرصن علي قطع خيط رقبته وطلب أصحابه فخرج عمرو بن الحمق حتى أتي الموصل ومعه رفاعة بن شداد فاختفيا بجبل هناك فرفع خبرهما إلى عامل الموصل فسار إليهما فخرجا إليه فأما عمرو فكان قد استسقي بطنه ولم يكن عنده امتناع وأما رفاعة فقد كان شابا قويا فركب فرسه ليقاتل عن عمرو، فقال له عمرو: ما ينفعني قتالك عني انج بنفسك! فحمل عليهم فأفرجوا له فنجا وأخذ عمرو أسيرا فسألوه من أنت فقال: من إن تركتموه كان أسلم لكم وإن قتلتموه كان أضر عليكم ولم يخبرهم فبعثوه إلى عامل الموصل وهو عبد الرحمن بن عثمان الثقفي الذي يعرف بابن أم الحكم وهو ابن أخت معاوية فعرفه فكتب فيه إلى معاوية فكتب إليه أنه زعم طعن عثمان تسع طعنات بمشاقص معه فأطعنه كما طعن عثمان فأخرج وطعن فمات في الأولي منهن أو الثانية.
وجد زياد في طلب أصحاب حجر فهربوا وأخذ من قدر عليه منهم فأتي بقبيصة بن ضبيعة العبسي بأمان فحبسه وجاء قيس بن عباد الشيباني إلى زياد فقال له: إن امرأ منا يقال له: صيفي من رؤوس أصحاب حجر فبعث زياد فأتي به فقال: يا عدو الله ما تقول في أبي تراب؟ فقال: ما أعرف أبو تراب. فقال: ما أعرفك به! أتعرف علي بن أبي طالب؟ فقال: نعم قال: فذاك أبو تراب قال: كلا ذاك أبو الحسن والحسين فقال له صاحب الشرطة: يقول الأمير هو أبو تراب وتقول لا! قال: فإن كذب الأمير أكذب أنا وأشهد علي باطل كما شهد فقال له زياد: وهذا أيضا علي بالعصا فأتي بها فقال: ما تقول في علي؟ قال: أحسن قول. قال: اضربوه فضربوه حتى لصق بالأرض، ثم قال: أقلعوا عنه ما قولك في علي؟ قال: والله لو شرحتني