بالمدينة وهم قتلة عثمان، وطلب العصا، وهي عند سعد القرظ فحرك المنبر فكسفت الشمس حتى رؤيت النجوم بادية فأعظم الناس ذلك فتركه وقيل أتاه جابر وأبو هريرة وقالا له يا أمير المؤمنين لا يصلح أن تخرج منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من موضع وضعه ولا تنقل عصاه إلى الشام فانقل المسجد فتركه وزاد فيه ست درجات واعتذر مما صنع.
فلما ولي عبد الملك بن مروان هم بالمنبر فقال له قبيصة بن ذؤيب: أذكرك الله أن تفعل! إن معاوية حركه فكسفت الشمس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف علي منبري [آثما] فليتبوأ مقعده من النار، [فتخرجه من المدينة] وهو مقطع الحقوق عندهم بالمدينة فتركه عبد الملك.
فلما كان الوليد ابنه وحج هم بذلك فأرسل سعيد بن المسيب إلى عمر بن عبد العزيز فقال: كلم صاحبك لا يتعرض للمسجد ولا لله والسخط له فكلمه عمر فتركه.
ولما حج سليمان بن عبد الملك أخبره عمر بما كان من الوليد فقال سليمان: ما كنت أحب أن يذكر عن أمير المؤمنين عبد الملك هذا ولا عن الوليد ما لنا ولهذا أخذنا الدنيا فهي في أيدينا ونريد أن نعمد إلى علم من إعلام الإسلام يوفد إليه فنحمله [إلى ما قبلنا]! هذا ما لا يصح!
* * * وفيها عزل معاوية بن حديج السكوني عن ومصر ووليها مسلمة بن مخلد مع إفريقية وكان معاوية بن أبي سفيان بعث قبل أن يولي مسلمة إفريقية ومصر عقبة بن نافع إلى أفريقية فافتتحها وكان اختط قيروانها وكان موضعه غيضة لا ترام من السباع والحيات وغيرها فدعا الله عليها فلم يبق منها شيء إلا خرج هاربا