فأخذوا أبواب المسجد ثم قال: ليأخذ كل رجل منكم جليسه ولا يقولن لا أدري من جليسي، ثم أمر بكرسي فوضع علي باب المسجد فدعاهم أربعة أربعة يحلفون ما منا من حصبك فمن حلف خلاه ومن لم يحلف حبسه حتى صار إلى ثلاثين وقيل إلى ثمانين فقطع أيديهم علي المكان.
وكان أول قتيل قتله زياد بالكوفة أوفي بن الحصن وكان بلغه عنه شيء فطلبه فهرب فعرض الناس [زياد]، فمر به فقال: من هذا؟ قال: أوفي بن حصن فقال زياد: اتتك بحائن رجلاه وقال له: ما رأيك في عثمان؟ قال: ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ابنتيه قال: فما تقول في معاوية؟ قال: جواد حليم قال: فما تقول في؟ قال: بلغني أنك قلت بالبصرة والله لآخذن البرئ بالسقيم والمقبل بالمدبر قال: قد قلت ذاك قال: خبطتها خبط عشواء! فقال زياد: ليس بالنفاخ بشر الزمرة! فقتله.
ولما قدم زياد الكوفة قال له عمارة بن عقبة بن أبي معيط إن عمرو بن الحمق يجمع إليه شيعة أبي تراب فأرسل إليه زياد ما هذه الجماعات عندك؟ من أرادك أو أردت كلامه ففي المسجد وقيل الذي سعي بعمرو يزيد بن رويم فقال له زياد: قد أشطت به ولو علمت أن مخ ساقه قد سال من بغضي ما هجته حتى يخرج علي فاتخذ زياد المصورة حين حصب.
فلما استخلف زياد سمرة علي البصرة أكثر القتل فيها فقال ابن سيرين: قتل سمرة في غيبة زياد هذه ثمانية آلاف فقال له زياد: أتخاف أن تكون قتلت بريئا؟ فقال: لو قتلت معهم مثلهم ما خشيت. وقال أبو السوار العدوي: