لي حتى ركبته وسار بي نحو المسجد الأقصى فأتيت بإنائين أحدهما لبنا والآخر خمر فقيل لي اختر أحدهما فأخذت اللبن فشربته فقيل لي أصبت الفطرة أما أنكم لو شربت الخمر لغوت أمتك بعدك.
ثم سرنا فقال لي: انزل فصل، فنزلت فصليت، فقال: هذا طيبة وإليها المهاجر.
ثم سرنا فقال لي: انزل فصل فنزلت فصليت، فقال: هذا طور سيناء حيث كلم الله موسى. ثم سرنا فقال: انزل فصل، فنزلت فصليت، فقال: هذا بيت لحم حيث ولد عيسى. ثم سرنا حتى أتينا بيت المقدس فلما انتهينا إلى باب المسجد أنزلني جبرائيل وربط البراق بالحلقة التي كان يربط بها الأنبياء فلما دخلت المسجد إذا أنا بالأنبياء حوالي وقيل بأرواح الأنبياء الذين بعثهم الله قبلي فسلموا علي فقلت يا جبرائيل من هؤلاء قال اخوانك من الأنبياء زعمت قريش أن لله شريكا وزعمت النصارى أن لله ولدا سل هؤلاء هل كان لله عز وجل شريك أو ولد فذلك قوله تعالى (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) فأقروا بالوحدانية لله عز وجل ثم جمعهم جبرائيل وقدمني فصليت بهم ركعتين.
ثم انطلق بي جبرائيل إلى الصخرة فصعد بي عليها فإذا معراج إلى السماء لا ينظر الناظرون إلى شيء أحسن منه ومنه تعرج الملائكة أصله في صخرة بيت المقدس ورأسه ملتصق بالسماء فاحتملني جبرائيل ووضعني على جناحه وصعد