فاستراب بها، فسألها عنه فقالت: هو سهل بن حنيف قد علم أني امرأة لا زوج لي فهو يكسر أصنام قومه ويحملها إلي ويقول احتطبي بهذه، فكان علي يذكر ذلك عن سهل بن حنيف بعد موته.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، ثم خرج يوم الجمعة، وقيل: أقام عندهم أكثر من ذلك والله أعلم. وأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي ببطن الوادي، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة.
قال ابن عباس: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، واستنبىء يوم الاثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين؟ وهاجر يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين.
واختلف العلماء في مقامه بمكة بعد أن أوحي إليه، فقال أنس وابن عباس رضي الله عنهم من رواية أبي سلمة عنه وعائشة: أنه أقام بمكة عشر سنين ومثلهم قال من التابعين ابن المسيب والحسن وعمرو بن دينار، وقيل: أقام ثلاث عشرة سنة قاله ابن عباس من رواية أبي حمزة وعكرمة أيضا عنه ولعل الذي قال أقام عشر سنين أراد بعد إظهار الدعوة فإنه بقي سنين يسيرة، ومما يقوي هذا القول قول صرمة بن أبي أنس الأنصاري، شعر:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة * يذكر لو يلقى صديقا موانيا