عبد الله بن عمرو قال حدثني أحمد بن عثمان الوركاني قال حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي قال سمعت أبي يقول لما قتل عثمان أقبلت عائشة فقالت اقتل أمير المؤمنين قالوا نعم قالت فرحمه الله وغفر له أما والله لقد كنتم إلى تشييد (ويروى إلى تسديد) الحق وتأييده واعزاز الاسلام وتأكيده أحوج منكم ما نهضتم إليه من طاعة من خالف عليه ولكن كلما زادكم الله نعمة في دينكم ازددتم تثاقلا في نصرته طمعا في دنياكم أما والله لهدم النعمة أيسر من بنائها وما الزيادة إليكم بالشكر أسرع من زوال النعمة عنكم بالكفر وأيم الله لئن كان فنى اكله واخترمه اجله لقد كان عند رسول كزراع البكرة الأزهر ولئن كانت الإبل اكلت أوبارها انه لصهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولقد عهدت الناس يرهبون في تشديد ثم قدح حب الدنيا في القلوب ونبذ العدل وراء الظهور ولئن كان برك عليه الدهر بزوره وأناخ عليه بكلكله انها لنوائب تترى تلعب باهلها وهي جادة وتجد بهم وهي لاعبة ولعمري لو أن أيديكم - ويروى أيديهم - تقرع صفاته لوجدتموه عند تلظى الحرب متجردا ولسيوف النصر متقلدا ولكنها فتنة قدحت فيها أيدي الظالمين أما والله لقد حاط الاسلام وأكده وعضد الدين وأيده ولقد هدم الله به صياصي الكفر وقطع به دابر المشركين ووقم به أركان الضلالة فلله المصيبة به ما أفجعها والفجيعة به ما أوجعها صدع الله بمقتله صفاة الدين وثلمت مصيبته ذروة الاسلام بعده وجعل لخير الأمة عهده قال وعلى (عليه السلام) جالس في القوم فلما قضت كلامها قام وهو يقول ارسل الله على قتلته شهابا ثاقبا وعذابا واصبا وروي ان عائشة كانت تقول مكارم الأخلاق عشر تكون
(١١)