في فيها كسر درهم فدفعته إلى الصبي فسكت فإذا وجه رقيق وإذا شكل ودل ولسان ذلق ونغمة رخيمة فلما رأتني انظر إليها قالت أمعن أنت قلت لا قالت فما ذا قلت شاعر قالت اتبعني قلت شرطي الحلال من كل شئ قالت ارجع في حرامك ومن أرادك على حرام فخجلت وغلبتني نفسي على رأيي فتبعتها ودخلت زقاق العطارين ثم صعدت درجة وقالت اصعد فصعدت فقالت اني مشغولة وزوجي رجل من بني مخزوم وأنا امرأة من زهرة وعندي حر ضيق يعلوه وجه أحسن من العافية بحلق ابن سريح وترنم معبد وتيه ابن عائشة وخنث طويس اجتمع كله لك بأصفر سليم قلت وما أصفر سليم قالت دينار يومك وليلتك فإذا قمت جعلت الدينار وظيفة تزويجا صحيحا قلت فداك أبي ان اجتمع لي ما ذكرت فليس في الدنيا أنعم عيشا مني إلا من في الجنة قالت هذه شريطتك قلت وأين هذه الصفة فمضت إلى جارية لها فدعتها فأجابتها قالت قولي لفلانة البسي عليك وعجلي وبحياتي عليك لا تمسي غمرا ولا طيبا فتحبسينا بدلالك وعطرك قال فإذا جارية قد أقبلت بوجه ما أحسب الشمس قد وقعت على مثله قط كأنها صورة فسلمت وقعدت كالخجلة فقالت المرأة ان هذا الذي ذكرتك له وهو في هذه الهيئة التي ترين قالت حياه الله وقرب داره قالت قد بذل لك من الصداق دينارا قالت أي أم أخبرته بشريطتي قالت لا والله يا بنية أنسيتها ثم نظرت إلي فغمزتني وقالت تدري ما شريطتها قلت لا قالت أقول لك بحضرتها ما أخالها تكرهه إنها أفتك من عمرو بن معدي كرب وأمنع من ربيعة بن مكدم ولست تصل إليها حتى تسكر وتغلب على عقلها وإذا بلغت تلك الحال ففيها مطمع قلت ما أهون هذا
(١٦٩)