أربع مقالات أيضا حين ذكر صغر الأرض فقال: الدليل على صغر الأرض ما يزعمون أن الموضع الذي يدعى أصنام هرقل يختلط بأول حد من حدود الهند، فلذلك قالوا إن البحر واحد وذكر ذلك أيضا وبينه الإسكندر الأفروديسي في شرحه لكتاب أرسطاطاليس في الآثار العلوية وهي أكبر النسخ في الآثار تكون نحوا من خمسمائة ورقة وقد ذكر ابطلميوس في كتابه في المدخل إلي الصناعة الكرية ان من وراء خط الاستواء تحت مدار الجدي سودان مثل السودان التي تحت مدار رأس السرطان من دون خط الاستواء مما يلي الشمال، وأن بحر أوقيانس يأتي من ناحية المشرق الشتوي وهو مطلع الجدي ثم ينعطف من المشرق الشتوي إلى ناحية الشمال إلى أن ينتهي إلى المغرب الصيفي وهو مغرب السرطان وذكر انه انما وقف على هذا من الكتب التي دونت فيها أخبار المساكن التي عن جنوب بلاد مصر وانهم وصلوا إلى ذلك بعناية ملوك مصر وانفاذهم ثقاتهم إلى تلك النواحي ليعرف من هناك من الأمم قال المسعودي: وقد ذهب كثير من الناس إلى أن تحديدهم لمقادير مسافات هذه البحار إنما هو على طريق التقريب والتخمين، إذ كان ذلك لا يحاط به لعجز البشر عن مشاهدته وبلوغ غاياته، وقد ذكرنا فيما سمينا من كتبنا السالفة ما قاله صاحب المنطق في كتابه في الآثار العلوية ومن تقدم عنه وتأخر في علة انتقال البحار والأنهار عن مواضعها، وشباب الأرض وهرمها وحياتها وموتها، والكلام في كيفية المد والجزر السنوي والقمري الذي هو الشهري، ولاية علة صار في بعض البحار أظهر وأقوى كالبحر الحبشي وبحر أوقيانس المحيط، وفى بعضها أضعف وأخفى كبحر الروم والخزري ومايطس. على أنه قد يظهر في بحر الروم
(٦١)