من الجانب الغربي بالقرب من هذا العبر بين رمال ودهاس وما قابلها من المشرق فلا عمارة فيها وهي صحراء تؤدى إلى بلاد نخشب وسمرقند وغيرها وعبر آموا وهو أسفل من عبرزم بنحو خمسين فرسخا وآموا مدينة في الجانب الغربي على نحو أربعة أميال من النهر يقابلها من الجانب الشرقي منه مدينة يقال لها فربر على ميلين من هذا النهر ومن فربر إلى بخارى دار مملكة آل إسماعيل بن أحمد بن أسد بن أحمد ابن سامان خداه صاحب خراسان ثمانية عشر فرسخا منها خمسة عشر إلى السور الأعظم المحيط ببخارى وعمائرها، ومن باب السور إلى مدينة بخارى ثلاثة فراسخ بنى هذا السور ملك من ملوك الصغد في سالف الدهر مانعا لغارات أجناس الترك ودافعا لأذيتهم، وجدد في أيام المهدى وقد كان تهدم على يدي أبى العباس الطوسي أمير خراسان على ما ذكر سلمويه في كتابه في الدولة العباسية وأمراء خراسان وعبر خوارزم وهو أسفل من عبر آموا بنحو سبعين فرسخا، يقال إن الإسكندر بن فيلبس الملك قطع عبر الترمذ في خمسة أشهر بجسر عقده من خمسمائة سفينة لكثرة جنوده واتباعه ثم يأتي هذا النهر بلاد خوارزم ويصب في البحيرة المعروفة بالجرجانية والجرجانية مدينة بالقرب من هذا المصب وهي من أعظم البحيرات في المعمور مسافتها نحو من أربعين يوما في مثلها ويخرج من هذه البحيرة أنهار عظيمة تصب في البحر الخزري، إلى هذه البحيرة يصب نهر الشاش وهو مغيض وجوب لا يسقى بلاد الشاش وإنما سقيهم وشربهم من نهر عظيم يعرف بترك يصب في النهر هو ونهر فرغانة ونهر خجندة أيضا ويمر ببلاد الفاراب وقد عظم واستبحر وتجري فيه السفن إلى هذه البحيرة بأنواع الأمتعة حتى تخرج إلى بلاد
(٥٧)