البحرانات تصح في السابع والرابع عشر والحادي والعشرين والثامن والعشرين وتصح في تنصيفات هذه إذ كانت هذه الاشكال أثبت أشكال الشئ المنقسم وغير ذلك من تنازع الناس في كيفية البحران، وأن نتاج سائر الحيوان إذا كان في أول الشهر كان المولود أتم وأعظم منه إذا كان في آخره، وما يظهر عند زيادته من النمو والزيادة في شعر الحيوان وأدمغته والألبان والبيض، وحيض النساء وكثرة السمك في البحار والأنهار وغيرها، ونمو الأشجار والبقول والفواكه والرياحين وسائر النبات وغير ذلك مما يعلمه أصحاب الفلاحة ونقصان جميع ذلك عند نقصانه، وكذلك المعادن وزيادتها أول الشهر في جواهرها وحسن بصيصها وصفائها، وأن لسع سائر حشرات الأرض من الحيات والعقارب وغيرها وأفعال سائر السباع تكون في أول الشهر أقوى وأشد وفي آخره انقص وأضعف وغير ذلك من أفعاله، وغير ما لم نأت على وصفه وانما نذكر الشئ اليسير منبهين بذلك على الشئ الكثير والكواكب السبعة التي هي النيران والخمسة المتحيرة وغيرها لها تأثيرات في هذا العالم عند ذوي المعرفة بالنجوم، الا أن تأثيرات القمر في العالم الأرضي أبين منها لقربه منه وبعدها عنه وذلك موجود في كتب الأوائل على الشرح والايضاح، ولثابت بن قرة الحراني كتاب جمع فيه ما ذكره جالينوس في سائر كتبه من أفعال النيرين وهما الشمس والقمر في هذا العالم أفادناه ابنه سنان بن ثابت، وكذلك ذكرنا فيما وصفنا من كتبنا ما خص به كل بحر من البحار من أنواع الجواهر الحيوانية منها والمعدنية والحجرية كاللؤلؤ والياقوت والمرجان وغيره والأدوية والعقاقير والطيب وغير ذلك، وما السبب في ملوحة ماء البحار ومرارتها وغلظها وكثافتها، ولاية علة لا نتبين فيها الزيادة مع كثرة موادها من الأنهار التي تصب إليها وحملها السفن
(٦٣)