بلاد الشحر وحضرموت وآطام البحر الخزري والباب والأبواب وأطمة آسك من بلاد الهنديجان وذلك بين بلاد فارس والأهواز، ترى بالليل من مسيرة أكثر من أربعين فرسخا وأمرها أشهر لكثرة السفر في ذلك الطريق واطمة اربوجان مما يلي السيروان من بلاد ماسبذان وهي المعروفة بحمة تومان مما يلي منجلان وذلك يرى على أربعين فرسخا من بغداد على طريق النبدنيجين وأبراز الروز وكالأطمة العظيمة التي في مملكة المهراج ملك جزائر الزابج وغيرها في البحر الصيني منها كله وسربزة والمهراج سمة لكل من ملكها وملكه لا يضبط كثرة ولا تحصى جنوده، ولا يستطيع أحد من الناس ان يطوف في أسرع ما يكون من المراكب بجزائره في سنتين جميعها عامر قد حاز هذا الملك أنواع الطيب والأفاويه فليس لأحد من الملوك ماله ومما يجهز من ارضه من ذلك الكافور والعود والقرنفل والصندل والجوزبوا والقاقلة والكبابة وغير ذلك وهذه الأطمة في جبال في أطراف جزائره فهي بالنهار سوداء لغلبة ضوء الشمس وبالليل حمراء يلحق لهبها بأعنان السماء لعلوها وذهابها في الجو ويظهر منها كأشد ما يكون من أصوات الرعود والصواعق وربما يظهر منها صوت عجيب مفزع يسمع على المسافة النئاية ينذر بموت بعض ملوكهم وربما يكون اخفض من ذلك فينذر بموت بعض رؤسائهم فقد عرف بما ينذر من ذلك موت الملوك من غيرهم بطول العادات والتجارب على قديم الزمان، وان ذلك غير متخلف * وتلي هذه الجبال الجزيرة التي يسمع منها على دوام الأوقات كأصوات العيدان والسرنايات والطبول وسائر أنواع الملاهي المطربة وكأنواع الرقص والتصفيق يميز السامع لذلك بين صوت كل نوع منها والبحريون من أهل سيراف وعمان وغيرهم ممن اجتاز بتلك النواحي يزعمون أن الدجال في
(٥٤)