ابن عبد المنذر الأنصاري ثم الأوسي. وكان استخلفه على المدينة وما ذكرنا من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم للفرس سهمين ولفارسة سهما باتفاق من سائر فقهاء الأمصار وغيرهم، إلا أبا حنيفة النعمان بن ثابت، فإنه قال يسهم للفرس سهما ولفارسه سهما وخالفه صاحباه أبو يوسف ومحمد بن الحسن في ذلك.
واعتل أصحاب أبي حنيفة لصحة قوله بأحاديث رووها عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأبى موسى الأشعري، وغيرهم، وإنما ذكرنا ذلك الخلاف للخلاف الواقع بينهم في الخبر.
وكانت غيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن عاد إلى المدينة تسعة عشر يوما ودخلها لثمان بقين من شهر رمضان، وكان استخلف عليها ابن أم مكتوم الضرير، وهو عمرو بن قيس من بنى عامر بن لؤي بن غالب.
وكانت وفاة أبى لهب عبد العزى بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم بمكة في اليوم الذي ورد فيه خبر وقعة بدر ثم سرية عمير بن عدي بن خرشة الأوسي ثم الخطمي إلى عصماء ابنة مروان من بنى أمية بن بدر، وكانت تؤذى المسلمين وتحرض عليهم أعداءهم فقتلها عمير، وفى هذه السنة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، باخراج زكاة الفطر ثم سرية سالم بن عمير الأنصاري إلى أبى عفك شيخ من بنى عمرو بن عوف، وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله في شوال من هذه السنة.
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنصف من شوال إلى بنى قينقاع من من اليهود وكانوا أربعمائة فحصرهم إلى هلال ذي القعدة، فنزلوا على حكمه فاستوهبهم منه عبد الله بن أبي سلول - وكانوا حلفاء للخزرج - فأجلاهم إلى