ومن القبلة بحر الشأم، ومن المغرب سور ممدود من بحر الشأم إلى بحر الخزر يسمى " مقرون تيخس " تفسيره السور الطويل، طوله مسيرة أربعة أيام وبينه وبين القسطنطينية يومان وأكثر هذا البلد ضياع الملك والبطارقة، ومروج المواشي " بند تراقية " " بند مقدونية " " بند بلبونيسة " تفسير ذلك الجزائر الكثيرة، وقيل البلدان الكثيرة وهو غربي القسطنطينية فيه خرقيذية ومثونية وقرنتو واثينس وهي مدينة ارسطا طاليس بن نيقوماخس وثا وفرسطس، ودار أرسطاطاليس فيها بينة إلى هذا الوقت معروفة معظمة " بند سالونيكة " التي افتتحها لاون غلام زرافة في البحر سنة 29 في خلافة المكتفى وهي مدينة عظيمة بنيت قبل القسطنطينية بناها الإسكندر بن فيلبس الملك وقد غلبت البرغر وأجناس من الترك بدو يسمون " الولندرية " إضافة إلى مدينة في أقاصي ثغور الروم مما يلي المشرق تعرف بولندر وهم بجناك ويجنى وبجغرد ونوكبردة على أكثر هذه البنود الخمسة وذلك بعد العشرين والثلاثمائة وخيموا هناك ومنعوا الطريق من القسطنطينية إلى رومية وهو مسافة نحو أربعين يوما وأخربوا أكثر ما هناك من العمائر، واتصلت غاراتهم بالقسطنطينية فلا وصول لمن في القسطنطينية إلى رومية في هذا الوقت الا في البحر، وانما العمارة بينهما مما يلي القسطنطينية مسيرة أيام كثيرة وقد ذكرنا في كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) السبب في انتقال هذه الأجناس الأربعة من الترك عن المشرق وما كان بينهم وبين الغزية والخرلخية، والكيماكية من الحروب والغارات على البحيرة الجرجانية، وإليها يصب نهر جيحون ونهر الشاش وفرغانة وبلاد الفاراب تجرى فيها السفن الكبار من بلاد خوارزم إلى بلاد الشاش وغيرها بأنواع التجارات
(١٥٣)