الحادي والأربعون أليون المعروف بالبطريق، ملك سبع سنين وثلاثة أشهر، وذلك بقية أيام الأمين، وصدرا من خلافة المأمون، فاحتال صنائع ميخائيل فاستخلصوه فوثب باليون وهو مغثر فقتله وعاد الملك إليه وقيل إنه في حال غلبة أليون على الامر ترهب.
الثاني والأربعون ميخائيل بن جورجس الملك الثاني ملك تسع سنين في أيام المأمون وقيل أكثر من ذلك وقد أتينا على خبره وما كان من أمره وعوده إلى الملك ثانية في كتاب (مروج الذهب ومعادن الجوهر) الثالث والأربعون توفيل بن ميخائيل ملك أربع عشرة سنة بقية أيام المأمون وأيام المعتصم وصدرا من أيام الواثق، وهو الذي فتح مدينة زبطرة من الثغور الجزرية فخرج المعتصم نافرا غازيا حتى نزل على عمورية فافتتحها وذلك في سنة 223 وكان دخوله من الثغور الشأمية ودخل الأفشين خيذر بن كاوس الأشروسني فيمن كان معه من الأولياء وعمر بن عبيد الله بن مروان الأقطع السلمي صاحب ملطية من الثغور الجزرية فلقيهم الملك توفيل بن ميخائيل فكانت بينهم حروب عظيمة فانكشف الملك وحماه من كان معه من المحمرة والخرمية، ممن كان استأمن إليه من ناحية آذربيجان والجبال لما واقعهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الطاهري وكانوا ألوفا، ولحق الأفشين بالمعتصم فنزل معه على عمورية وفى ذلك يقول الحسين بن الضحاك الخليع الباهلي في قصيدة له طويلة يمدح أبا الحسن الأفشين.
أثبت المعصوم عزا لأبي * حسن أثبت من ركن إضم كل مجد دون ما أثله * لبني كاوس أملاك العجم لم يدع بالبذ من ساكنة * غير أمثال كأمثال إرم وقرى توفيل طعنا صادقا * فض جمعيه جميعا وهزم وقد ذكره أبو تمام في قصيدته التي مدح بها المعتصم وذكر فتح عمورية