الثاني والثلاثون نسطاس بن فيلبقوس ملك ثلاثة أشهر على تحزب كثير واختلاف كلمة ثم خلع ونفى الثالث والثلاثون تيدوس المعروف بالارمني كان ملكه في السنة التي بويع فيها سليمان بن عبد الملك فبعث إليه سليمان أخاه مسلمة لغزو القسطنطينية برا وبحرا وذلك في سنة 97 وكان في مائة ألف وعشرين ألف مقاتل وكان على أسطول المسلمين في البحر عمر بن هبيرة الفزاري فانضم إلى مسلمة بطريق يعرف بأليون بن قسطنطين المرعشي وضمن له أن يناصحه على أهل القسطنطينية فركن مسلمة إلى ذلك وعبر الخليج وحصر القسطنطينية فوجه أهلها إلى مسلمة يبذلون الفدية فأبى فمكر به أليون واستأذنه في مكاتبة رؤساء الروم والتوسط بينه وبينهم فكاتبهم وسار إليهم، فخلا بالبطريرك صاحب كرسي القسطنطينية ورئيس الديانة وسائر البطارقة أصحاب السيوف وولاة الأعمال فدعاهم إلى أن يملكوه عليهم ليقوم بأمرهم ويصرف مسلمة عنهم وذكر لهم ضعف تيدوس ملكهم عن مقاومته فأجابوه إلى ذلك وعاد إلى مسلمة فأخبره أنهم قد دخلوا في طاعته وسأله التبعد عنهم قليلا وترك حصارهم ليطمئنوا إليه ففعل ذلك فدخل أليون القسطنطينية فملك ونصب التاج على رأسه، فأمر بنقل ما كان مسلمة أعده من الأقوات لعسكره فأدخل القسطنطينية وبلغ مسلمة ذلك فعلم أنه ممكور به فرجع إلى حصارهم وعاودهم الحرب وعظم البلاء على من مع مسلمة لذهاب أقواتهم وولى عمر بن عبد العزيز على تلك الحال فكتب إلى مسلمة يأمره بالقفول واستحثه على ذلك فقفل بعد كره شديد وخطب طويل وذلك في سنة 100 وقد أتينا على شرح هذه الحروب وما كان فيها من الحيل والمكايد في كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) الرابع والثلاثون أليون بن قسطنطين ملك ستا وعشرين سنة بقية أيام سليمان
(١٤١)