لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ١٥٨
أحاديث الهداية) (1) وحدث وسمع منه الحفاظ والفضلاء ومات بالقاهرة سنة خمس وسبعين وسبعمائة.
(١) (وله الحاوي في بيان آثار الطحاوي) يخرج فيه أحاديث معاني الآثار ويبين من أسندها من الستة وغيرهم، ومنه يستمد البدر العيني في شرحه الكبير على معاني الآثار كثيرا وله (الوسائل في تخريج أحاديث خلاصة الدلائل) و (الدرر المنيفة في الرد على ابن أبي شيبة فيما أورده على أبي حنيفة) في باب من مصنفه، (والمصنف) أحوج ما يكون الفقيه إليه من الكتب الجامعة للمسانيد والمراسيل وفتاوى الصحابة والتابعين، رتبه على الأبواب ليقف المطالع على مواطن الاتفاق والاختلاف بسهولة وهو من أجمع الكتب لأدلة الفقهاء خاصة أهل العراق في اثني عشر مجلدا وفي باب منه يذكر قدر خمس وعشرين ومائة مسألة يرتئي فيها ان أبا حنيفة خالف فيها الأحاديث الصحيحة وسردها بكل أدب من غير محاباة كما عود الامام أهل الكوفة على ذلك وعلى فرض تسليم ما ارتآه تكون تلك المسائل مغمورة في بحر علوم النعمان التي لا تحصى مسائلها بالألوف ومعلوم ما جرى بالمغرب ضد بقي بن مخلد لما أدخله (المصنف) وأخذ يقرئه بشئ من التحامل وفيه هذا الباب، ومادة ابن القيم في اعلام الموقعين عند وصم الامام بمخالفة السنن الصحيحة مهولا، مرعدا ومبرقا بفظاظة وغلظة هي هذا الباب من (المصنف) غير التحامل القاسي الذي في كلامه فإنه من ابن القيم نفسه شأن من يحارب بساعد غير ساعده وسلاح غير سلاحه ومن له إلمام يسير بالحديث لا يصعب عليه بيان اندفاع تلك الايرادات التي غالبها من قسم مختلف الحديث الا في عشر معشارها فضلا عن مثل المترجم حفظا وبراعة وللعلامة قاسم الحافظ أيضا تصنيف في هذا الصدد بحيث يكون علقما في حلوق المتسرعين ويرجعهم إلى صوابهم سماه (الأجوبة المنيفة عن اعتراضات ابن أبي شيبة على أبي حنيفة). وللمترجم أيضا (تهذيب الأسماء الواردة في الهداية والخلاصة) مفيد جدا في بابه، وبيان أوهام صاحب الهداية (والعناية في تخريج أحاديث الهداية) وشرح الخلاصة ومختصر في علوم الحديث (والاعتماد في شرح الاعتقاد) وكتاب في المؤلفة قلوبهم وعمل الوفيات من سنة مولده إلى سنة ستين وله غير ذلك.