وأكثر عنهم وروى عن فخر القضاة أحمد بن الحباب، ذكره الذهبي في العبر فقال: الحافظ المؤرخ وقال ابن سيد الناس في أجوبته لمسائل ابن أيبك: السيد الإمام الحافظ النسابة ثم قال ممن جمع بين التالد والطارف وتفرد من فنون هذا الشأن بمعارف وردت بحره وحاضرته في عنفوان الشبيبة غير مرة، سمع من فخر القضاة ابن الحباب إلى أن قال وحدث أيضا عن أبيه وكان ذا قدر نبيه سمع منه ابن الظاهري وغيره يعرف بتاج الشريعة ثم نال في صناعة الحديث من ذوي الطول حسن الحظ صادق القول ذيل على وفيات شيخه المنذري (1) فأجاد وسبق إلى أمد الاحسان سبق الجواد ولم يزل للمذاكرة بالعلم متصديا وللثقة والأمانة متحريا ولي نقابة السادة الاشراف والنظر على ما لهم من الأوقاف وكان محمود الأثر مشكور الورد والصدر وكان بأنسابهم عالما وبضبط أحوالهم قائما أخبرني والدي رحمه الله تعالى انه كان جالسا معهم حين ورد عليه المرسوم بهذه التولية فأنشده ارتجالا على سبيل التهنئة:
أنصف الدهر غاية الانصاف * فهنيئا للسادة الاشراف بامام حوى فنون المعالي * من بني هاشم بن عبد مناف وذكر لي أبياتا لم يبق على ذهني منها الا ما أثبته انتهى، مات في ليلة الثلاثاء السادس من المحرم سنة خمس وتسعين وستمائة وكان الجميع