يعلمه غيري ممن تقدم، وإني لاعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه، فقلت مستهزئا: فعلمك إلهام إذا، وهاجرته، وكان سيئ الاعتقاد، يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها، بلغني (1) عنه أنه قال في سوق باب الأزج * (يوم يكشف عن ساق) * [القلم: 42] فضرب على ساقه، وقال: ساق كساقي هذه (2).
وبلغني عنه أنه قال: أهل البدع يحتجون بقوله تعالى: * (ليس كمثله شئ) * [الشورى: 11]، أي: في الإلهية، فأما في الصورة، فهو مثلي ومثلك (3). قد قال الله تعالى: * (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) * [الأحزاب: 32]، أي: في الحرمة.
وسألته يوما عن أحاديث الصفات، فقال: اختلف الناس فيها، فمنهم من تأولها، ومنهم من أمسك، ومنهم من اعتقد ظاهرها، ومذهبي أحد (4) هذه المذاهب الثلاثة، وكان يفتي على مذهب داود، فبلغني أنه سئل عن وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل، فقال: لا غسل عليه (5)، الآن فعلت ذا بأم أبي بكر.