سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٤٩٤
وبالإجازة أبو طاهر الخشوعي وغيره، وله مؤلف في تحريم الغناء، وكتاب في الزهد، وتعليقة في الخلاف، ومؤلف في البدع والحوادث، وبر الوالدين (1)، والرد على اليهود، والعمد في الأصول، وأشياء.
أنبأنا ابن علان عن الخشوعي عن الطرطوشي أنه كتب هذه الرسالة جوابا عن سائل سأله من الأندلس عن حقيقة أمر مؤلف " الاحياء "، فكتب إلى عبد الله بن مظفر: سلام عليك، فإني رأيت أبا حامد، وكلمته، فوجدته امرءا وافر الفهم والعقل، وممارسة للعلوم، وكان ذلك معظم زمانه، ثم خالف عن طريق العلماء، ودخل في غمار العمال، ثم تصوف، فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم سابها، وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهب الفلاسفة، ورموز الحلاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين.
قال الحافظ أبو محمد: إن محمد بن الوليد هذا ذكر في غير هذه

(1) ومن شعره في بر الوالدين ما أنشده ياقوت في " معجم البلدان ": 4 / 30.
لو كان يدري الابن أية غصة * يتجرع الأبوان عند فراقه أم تهبح بوجده حيرانة * وأب يسح الدمع من آماقه يتجرعان لبينه غصص الردى * ويبوح ما كتماه من أشواقه لرثى لام سل من أحشائها * وبكى لشيخ هام في آفاقه ولبدل الخلق الأبي بعطفه * وجزاهما بالعذاب من أخلاقه
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»
الفهرست