في فصل، وكان يغير شكله، فتعجبوا من جريانه في ميدانه، وتصرفه في تلونه، وإحسانه، وعليه بنيت هذه المقامات. نقل هذه القصة التاج المسعودي عن ابن النقور عنه.
قلت: اشتهرت المقامات، وأعجبت وزير المسترشد شرف الدين أنو شروان القاشاني (1)، فأشار عليه بإتمامها، وهو القائل في الخطبة:
فأشار من إشارته حكم، وطاعته غنم.
وأما تسميته الراوي لها بالحارث بن همام، فعنى به نفسه أخذا بما ورد في الحديث: " كلكم حارث، وكلكم همام " (2) فالحارث:
الكاسب، والهمام: الكثير الاهتمام، فقصد الصفة فيهما، لا العلمية.
وبنوا حرام: بحاء مفتوحة وراء، والمشان بالفتح: بليدة فوق البصرة معروفة بالوخم.
قال ابن خلكان (3): وجدت في عدة تواريخ أن الحريري صنف