فيغتص الديوان بالسادة والكبراء، وينادي الحجاب: أين أصحاب الحوائج؟ فينصف المظلوم، ويؤدي عن المحبوس، وله في عدله حكايات في إنصاف الضعيف من الأمير (1).
وخلعت عليه بنت السلطان ملكشاه حين تزوجت بالمقتدي، فاستعفي من لبس الحرير، فنفذت له عمامة ودبيقية (2) بمئتين وسبعين دينارا، فلبسها.
وقيل: إنه أمر ليلة بعمل قطائف، فلما أحضرت، تذكر نفوس مساكين تشتهيها، فأمر بحملها إلى فقراء وأضراء (3).
وقيل: أحصي ما أنفقه على يد كاتب له، فبلغ أزيد من مئة ألف دينار (4).
قال الكاتب: وكنت واحدا من عشرة يتولون صدقاته (5).
وكان كاملا في فنون، وله يد بيضاء في البلاغة والبيان، وكتابته طبقة عالية على طريقة ابن مقلة (6)، ولقد بالغ ابن النجار في استيفاء ترجمته.