سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٠
عليهم ببغداد: " صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين " (1)، وصفحها " كنار في غلس "، فكلموه، فقال: النار في الغلس تكون أضوأ.
قال الطرقي: وسأله صديق لي: هل سمعت " جامع أبي عيسى "؟
فقال: ما الجامع؟ ومن أبو عيسى؟ ثم سمعته بعد يعده في مسموعاته.
ولما أراد أن يملي بجامع القصر، قلت له: لو استعنت بحافظ؟
فقال: إنما يفعل ذا من قلت معرفته، وأنا، فحفظي يغنيني، فامتحنت بالاستملاء عليه، فرأيته يسقط من الاسناد رجلا، ويزيد رجلا، ويجعل الرجل اثنين، فرأيت فضيحة، فمن ذلك: الحسن بن سفيان، حدثنا يزيد ابن زريع، فأمسك الجماعة، ونظر إلي وتكلموا، فقلت: قد سقط إما محمد بن منهال، أو أمية بن بسطام (2)، فقال: اكتبوا كما في أصلي، وجاء: أخبرنا سهل بن بحر، أنا سألته، فصحفها، فقال: أنا سالبة، وقال: سعيد بن عمرو الأشعثي، فقال: والأشعثي، جعل واو " عمرو " للعطف، فرددته، فأبى، فقلت: فمن الأشعثي؟ قال: فضول منك، وجاء ورقاء بن قيس بن الربيع، فقلت: هو " عن " بدل " ابن " وقال في حديث حميل بن بصرة: لقيت أبا هريرة وهو يجئ من الطور (3)، فقال:

(1) حديث حسن أخرجه أبو داود (558) في الصلاة: باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة، وأحمد 5 / 268 من طريقين، عن يحيى بن الحارث الذماري (وقد تحرف في المسند إلى يحيى بن خالد الذهاري) عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه، فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين " وهو في المسند 2 / 263، وسنن أبي داود (1288) مختصرا.
(2) أي بين الحسن بن سفيان، ويزيد بن زريع.
(3) أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار: 1 / 242، 243، والطبراني في " الكبير " (2157) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: أتيت الطور فصليت فيه فلقيت حميل بن بصرة الغفاري. فقال: من أين جئت، فأخبرته، فقال: لو أتيتك قبل أن تأتيه ما جئته، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تضرب المطي إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى ". وأخرجه مالك: 1 / 108 في الجمعة: باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة، ومن طريقه أحمد: 6 / 7، والنسائي: 3 / 113، 114، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، فذكر الحديث بطوله، قال أبو هريرة: فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت من الطور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس... " وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (1024)، وله طريقان آخران عند أحمد 6 / 7 و 397 و 398، والطيالسي (1348) و (2506) والطحاوي: 1 / 242.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست