عبد الرحمن بالكوفة، وبلال بالشام، وبعضهم يدخل بينه وبين عبد الرحمن رجل لا نعرفه، وليس يقبله أهل الحديث، وكان المنصور بن المعتمر (1) عندهم حافظا.
حدثنا عبد الملك بن محمد سنة إحدى وتسعين ومائتين، حدثنا الربيع قال. قال الشافعي: ومن حدث عن كذاب لم يبرأ من الكذب، ولا يبل الخبر إلا ممن عرف بالاستيهال لان يقبل خبره، ولم يكلف الله أحدا أن يأخذ دينه عمن لا يعرف، ومن كثر علطه من المحدثين، ولم يكن له أصل صحيح، لم يقبل حديثه، كما يكون من كثر غلطه في الشهادة، لم تقبل شهادته. حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، قال: وجدت في كتاب لأبي سعيد الفريابي، قال: قال المزني: قال الشافعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا علي].
قال: معناه، ان الحديث إذا حدثت به، فأديته على ما سمعت، حقا كان أو غير حق، لم يكن عليك حرج، والحديث عن الرسول لا ينبغي أن يحدث به إلا ثقة عن ثقة، وقد قيل: من حدث حديثا، وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.
قال: إذا حدثت بالحديث فيكون عندك كذبا ثم تحدث به، فأنت أحد الكاذبين في المأثم.
حدثنا الحسين بن إسماعيل النقار، حدثنا موسى بن سهل، حدثني أحمد بن صالح قال: قال الشافعي: يا أبا جعفر: تعبد من قبل أن ترأس، فإنك ان تركت ست لم تقدر أن تتعبد، قال: وكان الشافعي إذا تكلم كان صوته صنج أو جرس من حسن صوته.
حدثنا الحسن بن إسحاق الخولاني، أنبأنا يونس بن عبد الأعلى، قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: الأصل قرآن أو سنة، فإن لم يكن فقياس عليهما، وإذا اتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصح الاسناد فيه فهو سنة، والاجماع أكثر من خبر المفرد، والحديث على ظاهره، وإذا احتمل الحديث معاي فما أشبه منها ظاهره أولاها به، وإذا تكافأت الأحاديث فأصحها اسنادا أولاها، وليس المنقطع بشئ، ما عدا منقطع ابن المسيب.
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي بقول: سمعت الموطأ من محمد بن إدريس الشافعي، لأني رأيته فيه ثبتا، وقد سمعته من جماعة قبله.
سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه، يقول: سمعت هاشم بن مرثد الطبراني، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: الشافعي صدوق لا باس به.