ولم يقرأ على غيره، ومما سال أباه عن رواة الحديث فأخبره به، مما لم يسأله غيره، ولا يرويه، ولم يكتب عن أحد إلا عن من أمره أبوه أن يكتب عنه.
و: موسى بن هارون الجمال (1) كان عالما بعالي الحديث، متوقي ص، ولم يحدث إلا عن ثقة.
سمع إبراهيم بن محمد الجهني، يقول: سئل موسى بن هارون الجمال عن حديث لمشكدانة (2)، فقال: أخطأ إبراهيم الحربي، قيل له: إنما نسألك عن حديث لمشكدانة، وتقول: أخطأ إبراهيم الحربي؟ فقال: نعم، خرج إبراهيم له المسند، فأخطأ في النقل.
وفي هذه الطبقة ممن أدركتهم وكتبت عنهم أو يقاربونهم في الاسناد والمعرفة ومحلهم محل من ذكرت في طبقتهم وكلهم يجوز لهم الكلام في الرجال:
عبدان الأهوازي (3) كبير الاسم، قال لي: جائني أبو بكر بن أبي غالب ذاهبا إلى شاذان الفارسي، فلم يلحقه، فعطف إلى أحمد بن أبي عاصم بأصبهان، ثم جاءني فقال: فاتني شاذان، وذهبت إلى ابن أبي عاصم، لأكتب عنه حديث البصرة، فلم أره مليئا بهم، وجئتك لأكتب عنك حديثهم، لأنك ملئ بهم، فأخرجت إليه حديثهم، وقاطعته كل يوم على مائة حديث أقرأه عليه من حديث البصرة.
و: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (4) سمعت منصور الفقيه، وأحمد بن محمد بن سلمة الطحاوي، يقولان: أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين.