مالك _ قال: جاءني قوم فجعلوا لي دينارا، على أن أسال مالكا عن عمر بن عبد الله، مولى غفرة، وعن حرام بن عثمان، وعن صالح مولى التوأمة (1)، لم ترك الرواية عنهم.
قال: فأخذت منهم الدينار.
قال: فقال لي ابن كنانة: هل لك تدخل على مالك نصف النهار في موردتين وتأخذ مني ثلث دينار وعشرة دراهم؟ قال: فقلت: نعم، فاستأذنت على مالك نصف النهار في موردتين فأذن لي، فدخلت وقلت: يا أبا عبد الله إن قوما جعلوا لي دينارا على أن أسألك عن مسالة، فان أنت أخبرتني وإلا رددت عليهم الدينار، وليس لأهلي طعام أو نحو ما قال: قال لي مالك: سل، قال: قلت: أخبرني عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، وعن حرام بن عثمان، وعن صالح مولى التوأمة، لم تركت الرواية عنهم؟ فقال: أدركت في مسجدنا هذا ستين، أو سبعين من التابعين لم أكتب إلا عن من يعرف حلال الحديث وحرامه، وزيادته ونقصانه، قال: فخرجت من عنده، فأخبرتهم، فلما صلينا الظهر، قعد مالك، وقعدنا إليه، فقال له ابن كنانة: يا أبا عبد الله ألا تعجب إلى حبيب استأذن عليك في غير وقت وعليه موردتين؟ فقال مالك: وما باس بذلك. قد كان محمد ابن المنكدر (2) يجلس لنا في موردتين فيحدثنا.
أنبأنا العباس بن محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن عمرو بن سرح، سمعت ابن وهب، يقول: لو أردت أنصرف كل يوم بألواحي ملأى عند مالك بن أنس فيما يسال، ويقول: لا أدري، انصرفت بها. قال ابن سرح: وقد صار لا أدري عند أهل زماننا هذا عيب ص.
و: هشيم بن بشير (3) حدثني عبد الله بن موسى الصقر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، سمعت إسحاق الأزرق يقول: ما رأيت مع هشيم قط لا ألواح ولا غير، إنما يجئ فيسمع ثم يقول.
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن العراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة، حدثني إبراهيم بن هاشم، سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت أحفظ من هشيم، إلا سفيان الثوري، إن شاء الله.