قال الشيخ: قال لنا القاسم: فذكرته لعثمان بن خرزاد، فقال عثمان: انا أقول: أحفظ من رأيت أربعة، محمد بن المنهال الضرير (1)، وإبراهيم بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.
و: محمد بن مسلم بن وارة الرازي (2) حدثنا القاسم بن صفوان البرذعي، حدثنا عثمان بن خرزاد، قال: سمعت سليمان الشاذكوني، يقول: جاءني محمد بن مسلم بن وارة فقعد يتقفر في كلامه، قال: قلت له من أي بلد أنت؟
قال: من أهل الري، قال: قلت: ثم؟ قال: ألم يأتك خبري، ألم تسمع بنبأي؟ أنا ذو الرحلتين قال: قلت: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: [ان من الشعر حكما، وان من البيان سحرا]؟ قال:
فقال: حدثني أصحابنا، قلت: من أصحابك؟ قال: أبو نعيم، وقبيصة، قال: قلت: يا غلام إئتني بالدبة، قال: فأتاني الغلام بالدبة، قال: وأمرته حتى ضربه الغلام خمسين، فقلت له:
أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول حدثني بعض علمائنا.
سمعت عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة يقول: كان أبو زرعة الرازي لا يقوم لأحد ولا يجلس أحد في مكانه، إلا لابن وارة، فاني رأيته يفعل به ذلك، وبلغني أن ابن وارة توسل إلى أبي كريب (3)، بسفيان بن وكيع ليحدثه، فلم ير ابن وارة لنفسه من المحل عند أبي كريب، مع شفاعة سفيان، فقال لأبي كريب: لم ينبئوك بنبأي، لم يخبروك خبري، أنا ابن وارة الرازي، فجفاه أبو كريب، كان يدمدم مع نفسه مقدار شهر، يقول: وارة، وارة، من وارة؟.
و: محمد بن عوف الحمصي (4) هو عالم بأحاديث الشام، صحيحها وضعيفها، وكان أحمد بن عمير بن جوصاء (5)، عليه اعتماده، ومنه يسال، وخاصة حديث حمص.