أنبأنا العباس بن محمد بن العباس بمصر، أنبأنا الحارث بن مسكين، أن ابن القاسم أخبره قال:
رأيت في المنام كان رجلا أبيض، يقول لي: لا تأخذن العلم، ولا تكتب العلم إلا من أهله، فسألت عنه، فقيل لي: الأوزاعي.
أخبرنا محمد بن بشر القزاز، أخبرنا أبو عمير، أخبرنا أيوب، عن الأوزاعي قال: إن هذا العلم كان كريما تلاقاه الرجال، فلما صار في الكتب صرت تجده عند العبد والأعرابي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي مقاتل، أخبرنا محمد بن الهيثم، أخبرنا محمد بن كثير، قال: سمعت الأوزاعي يقول: رحلت إلى الحسن، وابن سيرين، فوجدت الحسن قد مات، ودخلت على ابن سيرين، وهو مربض.
و: مالك بن انس بن عبد الله أخبرنا أحمد بن الحسن بن إسحاق الصوفي، أخبرنا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري، قال:
سألت سفيان بن عيينة - وهو مختبئ، بحيال الكعبة - فأخبرنا عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [يوشك أن يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم، لا يجد عالما أعلم من عالم أهل المدينة] (1).
قال أبو موسى: سمعت سفيان بن عيينة يقول: لقي مالك بن أنس الزهري فعلم منه، ولقي نافع فعلم منه، ولقي عبد الله بن يزيد بن هرمز، فعلم منه، ولقي ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فعلم منه، ولقي يحيى بن سعيد، فعلم منه.
قال الشيخ: ولا أعلم هذا الحديث يرويه عن ابن جريج غير ابن عيينة.
أنبأنا عمر بن سنان، أخبرنا يعقوب بن حميد بن كاسب، أخبرنا معن بن عيسى، حدثني زهير أبو منذر التميمي، أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يخرج الناس من المشرق إلى المغرب في طلب العلم، يضرب إليه بأكباد الإبل، فلا يحدون أعلم من عالم أهل المدينة].
قال الشيخ: ولا أعلم روى هذا الحديث عن عبيد الله غير زهير بن محمد (2) ولا عن زهير غير ممن بن عيسى (3).