ذكر من استجاز تكذيب من تبين كذبه من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم إلى يومنا هذا رجلا رجلا فمن الصحابة:
عمر بن الخطاب أخبرنا محمد بن يحيى بن الحسين العمي البصري، أخبرنا كثير بن يحيى، أخبرنا ثابت بن يزيد، عن عاصم، عن أبي مخلد ان أبيا قرأ: ﴿من الذين استحق عليهم الأوليان﴾ (1) فقال له عمر كذبت، فقال له أنت أكذب (2)، فقيل له تكذب أمير المؤمنين؟ فقال: أنا أشد تعظيما الأمير المؤمنين منك، فقال: إني كرهت اني أصدق في تكذيب كتاب الله، وأكذب في تصديق كتاب الله، فقال له عمر: صدقت.
و: علي بن أبي طالب حدثنا سعيد بن عثمان بن سعيد الحراني، أخبرنا معين بن نفيل، أخبرنا محمد بن سلمة، عن محمد ابن إسحاق، حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن مولاه عبد الله بن الحارث قال: اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمن عمر، أو في زمن عثمان فذكره، فدخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا: يا أبا الحسن جئنا نسألك عن أمر يجب (3) أن تجيبنا، قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم انه أحدث الناس عهدا برسول الله؟ قالوا. أجل، عن ذلك جئنا نسألك، قال: كذب، أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس.
و: عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي، أخبرنا الحارث بن سريج النقال، حدثنا سفيان ابن عينية، حدثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: ان نوف البكالي (4) يزعم أن موسى صاحب بني إسرائيل، ليس صاحب الخضر، فقال: كذب عدو الله، حدثني أبي ابن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: [قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، فقيل يا نبي الله: هل في الناس أحد هو أعلم منك؟] فذكر الحديث بطوله.